المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2016

و هوى النجم - الحسين ابن علي (ع) -

يجري الفرات و تلتهب أشعة الشمس ينادي الحسين : الا من ناصراً لنا ؟ الا من ذاب يذب عن حرم رسول الله ( ص ) ؟ تقدم العليل يتكأ بعصاه و يجر سيفه . نادى الحسين : أي زينب ، ارجعيه لئلا ينقطع نسل محمد ( ص )! العيون الحزينة و الشفاه الذابلة تتعلق بأذيال الحسين أين سكينة ؟! كانت تلوذ خلف الخيمة تبكي : أبتاه امسح على رأسي كما الأيتام ! الحسين يُقبل رضيعه ، و ينادي : “ أأنا المذنبُ أم هذا الرضيع ؟ ” تنازع القوم فصاح ابن سعد فيهم ؛ يا حرملة اقطع نزاع القوم ، “ أنسقيه الماء ؟ ” بل صوب سهمك نحوه ! و بان بياض نحره و انسفكَ دم نحره الطاهر .. رفع الحسين يده للسماء لم تسقط قطرة دم واحدة الحسين نزل للفرات ، مخاطبآ الفرس : “ أنا عطشان و انت عطشان فلا اشرب حتى تشرب ” رفع الفرس رأسه و ابى ان يشرب دون صاحبه ! - أتتلذذ بالماء و قد هُتكت حرمك ؟! عاد الحسين للخيام ، زينب تنادي : “ أخي اكشف لي عن نحرك و صدرك ” فقبلته فيهما .. فالنحر موقع حز رأسه الشريف ، و صدره فصعود الشمر  عليه ، “ أي واحسيناه ” ..برز للميدان مقاتلآ .. رماه ابو الحتوف بسهم فأصاب جبينه و انتزعه فسال شلال الدماء . رماه احدهم...

مُهاجر للسماء - علي الأكبر -

أشعة الشمس تنعكس على الفرات من بعيد .. بعد رحيل الصحب لم يبقَ مع الحسين سوى أهل بيته ، فبرز الأكبر للميدان ثائرآ : أنا علي ابن الحسين ابن علي نحن و بيت الله أولى بالنبي تالله لا يحكم فينا ابن الدعي اطعنكم بالسيف أحامي عن أبي ضرب غلام هاشمي علوي فصاح الحسين : “ اللهم فكن الشاهد عليهم فقد برز إليهم أشبه الناس خلْقآ و خلقَّآ و منطقآ برسول الله(ص)”. و قاتل منهم مقتلة عظيمة و عاد لأبيه : “العطش ، يا أبتاﻫ” فأخبره : “ اصبر ، فلا تمسي حتى يسقيك جدك شربة لا تظمأ بعدها ”.. عاد للميدان .. أصيب و سآلت دماه ، فرسه لم يبصر طريقه فقاده لمعسكر الأعداء ، فأنهالوا عليه بالسيوف و الرماح! و نادى : “ عليك مني السلام أبا عبد الله ” وصل الحسين لمصرعه و قد ارتحل للسماء .. و صاح : “ على الدنيا بعدكَ العفا .

و غاب القمر - القاسم ابن الحسن

قمرٌ آخر في ميدان كربلاء ، برداء والده الحسن . و بشجاعته ، بين صفوف الاعداء قاتل قتال الأبطال . لم يبلغ الحُلم بعد ! انحنى ليربط شسع نعله ، لينحني السيف على هامته غآب القمر ! مناديآ : ادركني يا عماه .. هرول الحسين مخترقاً الجموع كعاصفة شديدة و انقضَ على الوحش الذي ضرب بسيفه ابن اخيه و سقط عن جواده ، أرادت ان تدفع عنه الموت بصهيلها و لكنها داست عليه و ضاع بين حوافر الخيل ! و انتهت معه أحلامه و أطماعه . نادى الحسين : بعداً لقومٍ قتلوك ، خصمهم يوم القيامة جدك ، عزَ والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ثم لا ينفعك . و لا يزال الموت يتجول بالأنحاء ، و قوافل النور تصعد للسماء .

رحيلُ القمر - العباس ابن علي ابن أبي طالب -

بآت الحسين( عليه السلام ) وحيدآ ، لم يبقَ معه سوى حامل الراية ! يسمعُ آنات العطاشى ، فشقَ جموع الأعداء متجهآ للفرات . و تذكر عطش الحسين فأبى أن يشرب و قآل : يا نفسُ من بعد الحسينِ هوني و بعدهُ لا كنتِ أو تكوني . رفع القربة و صار عائدآ للخيام ليروي أفئدة مرهقة تنادي : العطش العطش ! و كيفَ لقلوب كالحجر لا بل و أقسى ، ترى لمعان الفرات بيد العباس ، فقطعوا عليه الطريق و أحاطوا عليه من كل جانب . و هوى لعين من خلف نخلة بسيفه فقطع يمين العباس . فنادى : و الله إن قطعتمُ يميني إني أحامي أبدآ عن ديني و اشتد النزاع في طريقه لإيصال الماء لأطفال الحسين هوت الراية من قطيع الكفين ، و اخترق القربة سهم المنية ! ترى ما حال سكينة ؟ و من جانب الخيام صوت ” زينب ” تنادي : واضيعتنا بعدكَ .

طائر السنونو في العزل الإنفرادي .

لماذا يلقى بالأشخاص في زنزانة العزل الإنفرادي ؟ بسبب الأمراض الفتاكة او بإرتكاب جريمة نكراء ؛ ربما بقليل من إثارة لأعمال الشغب في ضاحية المدينة ! تحت ضوء القمر الذي يطل من النافذة التي تحمل مئات من أمنيات الأحلام في قضبانها الفضية ، لا تزال ميشيل تسرد الدعاء الأخير لرب السماء " أنا يا الله ذنبي إنني كنت أحلم برؤية السحابة البيضاء في قلبي أن ابتسم لأعانق الحرية ". اليوم الثالث و العشرون بعد المائة ميشيل لا تزال رهن الاعتقال بذنب الحرية المزعوم ة ، في غرفة التحقيق كمختبر لتعذيب الإنسان الحي بحلمه البعيد ؛يرتسم الحقد في وجه المحقق و ينفث الدخان من سيجارته و يطفئ بلهيبها في لمعان جبينها و يزمجر لماذا انتِ هنا ؟ مجرد إضاعة لوقتي ؛ هه ! لم تهمس بشيء مما أثار غضبه تنفس الصعداء و أطرق يسألها :من انتِ ؟ هو آن يا سيدي ؛ ميشيل هو آن . كم عمرك ؟ تسعة عشر عاماً و سنة رهن الإعتقال . هل تعلمين أي جرماً ارتكبتِ ؟ تطرق برأسها للأرض بصمت . يعيد تكرار السؤال و لا توجد أي إجابة ، يضرب بعنف على الطاولة و يصرخ : اللعنة ! أنتِ لستِ سوى ذبابة صغيرة تعبث في الأرض سينتهي بكِ الأمر ...

درب .

يا ترى كم هو العدد الهائل من الأفكار في رأس شخص واحد فقط، ماذا لو كانت هناك العديد من الأفكار في عدة رؤوس لأشخاص في حافلة تنقلهم بين المحطات وصولاً لوجهاتهم في الحياة، عبر درب طويل. *