طائر السنونو في العزل الإنفرادي .

لماذا يلقى بالأشخاص في زنزانة العزل الإنفرادي ؟ بسبب الأمراض الفتاكة او بإرتكاب جريمة نكراء ؛ ربما بقليل من إثارة لأعمال الشغب في ضاحية المدينة !
تحت ضوء القمر الذي يطل من النافذة التي تحمل مئات من أمنيات الأحلام في قضبانها الفضية ، لا تزال ميشيل تسرد الدعاء الأخير لرب السماء " أنا يا الله ذنبي إنني كنت أحلم برؤية السحابة البيضاء في قلبي أن ابتسم لأعانق الحرية ".
اليوم الثالث و العشرون بعد المائة ميشيل لا تزال رهن الاعتقال بذنب الحرية المزعومة ، في غرفة التحقيق كمختبر لتعذيب الإنسان الحي بحلمه البعيد ؛يرتسم الحقد في وجه المحقق و ينفث الدخان من سيجارته و يطفئ بلهيبها في لمعان جبينها و يزمجر لماذا انتِ هنا ؟ مجرد إضاعة لوقتي ؛ هه !
لم تهمس بشيء مما أثار غضبه تنفس الصعداء و أطرق يسألها :من انتِ ؟
هو آن يا سيدي ؛ ميشيل هو آن .
كم عمرك ؟
تسعة عشر عاماً و سنة رهن الإعتقال .
هل تعلمين أي جرماً ارتكبتِ ؟
تطرق برأسها للأرض بصمت .
يعيد تكرار السؤال و لا توجد أي إجابة ، يضرب بعنف على الطاولة و يصرخ : اللعنة !
أنتِ لستِ سوى ذبابة صغيرة تعبث في الأرض سينتهي بكِ الأمر في السجن المؤبد حتى يشيب شعركِ و لا تقوى عظامكِ على الحراك ،او لتأكلكِ الحشرات كالقاذورات ،انتهى ملف القضية يمكنكِ الانصراف .
في تلك البقعة الرمادية من العالم ما يدفع بك للمكوث في السجن هو أن تحلم بالحرية و السلام .
ميشيل تكتب بأظافرها العشرة حلمها البريء على الجدار " غداً سيكون الأخير و لن تكون جريمة أن أحلم بالحياة البسيطة "
تغفو بإبتسامة وديعة بينما تحلق كطائر السنونو بسعادة حول أسراب الغيوم البيضاء .
#معصومه_إيليا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة كتاب: لا تقولي إنك خائفة

سيرة ذاتية مبتكرة

النمرة خطأ