المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2016

مناجاة *

رسالة للرب : إلهي ، أنا وحيدة جداً و الحزن يعتصر فؤادي ، هل من سبيل يرشدني إليك ، كف تربت على كتفي بإسمك الرحمن الرحيم . لسان لا يكف عن الدعاء لك و الصلاة ﻷجلي . إلهي ، هذا العالم أقوى مما أستطيع أن أتحمله ، و قولك " فدعاه مغلوبا فانتصر " ، انصرني يارب ، قوي برحمتك جوارحي ، مدني بالنور و اﻷمل و الحياة ، إلهي ، أنا زهرة برية صغيرة في أرض قاحلة لا يصل لها النور و الماء ، إزرع في القوة ، صيرني نهر جاري ، شجرة قوية متماسكة و جذورها متصلة بعمق الأرض و عطائها ممتد لعنان ال سماء ، صيرني حمامة سلام ؛ تصلي لك في أرض مقدسة . إلهي ، الإنسان ضعيف و متهالك القوى ، و أنا إنسان وحيد يعشعش بداخلي كعصفور في كهف جبل لا يسمع فيه صدى صوته ، أسمعني صوتي ، ﻷصلي لك . مدد يا الله ، لا تقطع برجائي لك حبل رجائي بك ، مد لي بحبل من نور يأخذ بيدي للسماء ، إلهي ، أنت سندي و النور بقلبي ، إلهي مؤمنة بقضاءك و عفوك و رجائك و قدرك كله خير ، استجب لي صلوات قلبي الذي لا يكف عن مناجاتك و طلب العون منك و غفرانك ، إلهي آمين . #معصومه_إيليا ♡

الأزرق الذي هناك *

تنظر للسماء على أمل ،قريباً ستحتفل بميلاد صغيرتها التاسع عشر ،لا تزال أميرة لطيفة منذ نعومة أظافرها في عينيها . تسرق منها لحظتها و هي تنادي : أمي .. أمي هل يمكنني شراء هذه الحلوى ؟ تطيل النظر إليها و تجيب على عجل : لا ليس الآن لقد تأخرنا في العودة يجب أن نسرع الخطى نحو المنزل قبل أن يحل الظلام ! تجيب بأسى : حسنا ،سنعود في وقت لاحق أنا أعلم . تلمح بريق الدمعة في عينيها ولكنها تحمل الصبر على عاتقها و تشد على يديها لئلآ تفتقدها في الطريق ،تشعر بشيء من الألم لتهمس لها : أمي انتِ تغلقين على يديَ بقوة هذا يألمني ! تلتفت لها برفق وقد تنبهت للأمر و تسارع بالإعتذار لها : آسفة صغيرتي لم اشعر بذلك . تبتسمان و تسيران بإتجاه غروب الشمس نحو الجادة الرابعة و العشرون . تصلي لله في غسق الدجى أن يحفظ لها أميرتها و تبكي بحرقة على سجادة الصلاة ،بينما تنام بهدوء صغيرتها بعدما قبلتها و تمنت لها عمراً سعيداً قادماً . تعلم بأنها قد لا تعود لرؤيتها في الأيام القادمة التي تسير بسرعة جنونية تدعو لو تمضي على مهل ،تدعو أن يرد الله أمانتها إليه و أن لا تفتقد إبتسامتها الملآئكية ،تمانية عشر ربيعاً ...

بيري و راقصة الباليه *

لين فتاة السيرك الجوال ؛ صديقة الفيل بيري من كان يعلم أن لقاءاً كهذا سيجمع بهما ؛في قدر مصيري واحد. السيد شيل كان يبحث عن الأفضل في تدريب الفيل بيري للحفل القادم و لكنه عنيد و يرفض المحاولة بعد الخسارة الأخيرة له حيث تأذت ساقه أثناء العرض الماضي . لين لفيلادور كانت راقصة باليه بارعة و لكنها خسرت تجربة الحضور للحفل الملكي السنوي في البلدة البعيدة خلف تلال البيلز بسبب الحمى و الإعياء الذي آل بها إلى السقوط على خشبة المسرح أمام الملأ من الحضور الإرستقراطي . خيبة الأمل و الخشية من ملاحقة سوء الطالع لكل منهما ؛ألقيا بعبء التجارب الفاشلة و أمضيا قدماً في محاولة البحث من جديد عن أمل يلوح بالأفق .. و كان اللقاء ! تقترب لين برقة فراشة الباليه و تمسح بمنديلها يأس بيري و يبتسمان .. السيد شيل لم يجد سوى الموافقة على انضمام لين للفرقة الجوالة لتدريب بيري للحفل القادم و لسنوات طويلة . بدأ العمل الجاد ،بيري أصبح سلساً و بهلوانياً فاقت ازدواجيته الفذة التدريبات الماضية و بمساعدة لين و تفرغها للباليه المسرحي بكل تأكيد هذا العرض هو الاروع حتماً . الثالث من أبريل لهذا العام بدأ الحفل بم...

ساكورانياس في العدم .

الرأس الكبير لا يتوقف عن التنقيب بعمق تحت جذور الأعماق ، اذا لم توقع الفكرة التي تأتيك على عجل ؛لاحقاً ؛عبثاً تحاول أن تجدها في أنفاقك ا لبعيدة ؛ المعقدة جدا . تسبح في فضاءك للعدم و تختفي في المحيط قبل أن تسقط في الهاوية ! ساكورانياس لا يزال يسطر في مذكرته الزرقاء اتجاهات لا متناهية الصغر كخلود الفكرة . لم يستطع الأخرون من حوله فهم استراتيجيته الفذة ،كانوا يخشون الإقتراب منه كوباء شديد السمية يفتك بأعمارهم كالورد المجفف و يسقطون للقاء حتفهم الموعود . يتكور ساكورانياس في السرداب المظلم يفكر ،و يفكر بعمق يستطيع سماع نبض قلبه و تحرك الأفكار في رأسه و يحاول اقتناصها بمهارة فائقة ؛ عقله الباطني يأمره بفعل ذلك للأبد ، فقد تركيزه لدوران الذبابة و طنينها في أذنيه ، سحقها بكل ما اؤتي من قوة بإستخدام عقله و عاد للتفكير و لكن ذلك يبدو صعبا و قد يؤذن بالفشل هذه المرة ، تنهد و إلتزم بالصمت المدرك و راح في غياهب الأعماق لم يشاهده أحد بعد ذلك ، ساكورانياس سقط في العدم في محاولة لإقتناص فكرة أخيرة .

إلواين يموت وحيداً .

الحياة القاسية تجعل منك فرداً قاسياً لا مبالي ، غير مدرك للخطر من حوله مما يدفع به لإرتكاب الحماقات . يبتعد عنك شياطين الإنس في حين تعتقد ا نك وجدت الأفضل منهم على الإطلاق ! لتنظر من حولك مراراً و تكراراً بعد عدد من المحاولات الفاشلة ؛ تشاهد البراعم تزهر في كل أرض الا البقعة التي تركن فيها ، و كأنما حلت عليها لعنة لا تندثر مهما مر عليها من الزمان ، يمتلئ قلبك بالوساوس الشيطانية ، بالحقد و الحسد . إلواين كبطل الأساطير اليونانية القديمة كان لديه ما يدفع به للحياة ،يحمل في روحه النقاء و لكنه محاط بأقران السيد يأس يدفع به للهاوية كل يوم . انطفئت ابتسامته على المدى البعيد و أزهرت به الضغائن و الأحلام السوداء ؛ ماتت البراءة النقية بداخله تحت الصراع الراهن ، ابتعدت خيالات رفقائه المحبطين بلا أمل للمستقبل ،القادم إلواين يموت وحيداً.

حديث العرفان .

هل انتهيت من التعبير ﻷمتنانك للجمادات و كل الأشياء و الأشخاص حولك ؟ اﻵن ؛ الوقت المناسب لتعبر عن امتنانك العظيم لذاتك ، و لصبرك و قدرتك على التحمل طيلة ما مضى من الدهر ، و إمتنانك للقدر الذي أحاط برأفته بك لتكمل المسير في الحياة ، عبر بصوتك ، بجسدك ، بعاطفتك ، بملىء عبرات عينيك و قلبك المرهف ، لا تخف فالوقت من حولك كئيب يمضي ولا يمضي ؛ و يمضي ببطء ، اجذب لك ما ينعش ذاكرتك و يمضي بك كالموسيقى و ديوان قصيد و موج بحر . اسبح في أعماقك و اتلو آية الشكر لله و ابتسم في كل الصباحات و امضي في طريقك . و قلبك يحمل لحن أغنية تتجدد بالعرفان و المجد لك .

حديث الليل .

لا ظلام يحتويك الآن ولا موسيقى . وحدك ، تطبطب على روحك و تخبر نفسك سراً صغير ، بأن كل هذا سوف يمضي ؛ ﻵ بأس عليك . تعانق طيفك في غربتك البعيدة و تبكي الأسى ، تحاول عبثاً ، لتهدىء . لتخفف وحشة قلبك في دارك ، يلملم الليل أوجاعك ، وحده القمر يعرف قصصك التي تحكيها للجدران الصماء ، تأن كثيراً و تبتلعك المساحات الفارغة ، تسقط على رأسك كل المجرات الكونية ، صمت الدجى يربت على رأسك كاليتامى و يخبرك أن لا بأس عليك ، تلتحف غطائك الوفير و حين تستيقظ في منتصف الليل و تجد الجمي ع من حولك نيام؛ عداك، طبطب على كتفك و قل لنفسك لا بأس، و افعل ما شئت . تتنهد بعمق ، و تتسائل متى يأتي الصبح من بين الرماد ؟

حديث الرغبات .

لن ينقذك أحد من بركة الوحل اسعف نفسك ، اقطع أمعائك و تشبت بها كحبل نجاة و تسلق . ابتر ساقك و اتكأ عليها و اتخذها لك عصا في طريقك الطويل . و أكتب بحبر دمك رغباتك في الحياة . أريد أن احطم باب خشبي قديم بفأس . و أن أتولى سقاية أزهار حديقتي بدلو ماء . و أن أستلقي على العشب طويلاً ! من غير أن يزعجني طلاء المقاعد و ضوضاء المدينة . و حين يأخذ إرهاق يومك هالة القوى منك استلقي و اغمض عينيك و أنت تعمد للآلية القديمة في عد الخراف و لكن إياك أن تفعل ذلك ، فقط اغمض عينيك و ابدأ في عد خيباتك و أوجاعك في عمرك ، و اذا وجدت إنك لن تستطيع النوم ﻷنه قد أرهقك اﻷرق ابتهل لربك كثيراً و ناجيه في ظلمة ليلك و اطلب منه العفو و الغفران و نم قرير العين .

صلاة .

العالم يستفرغ ذنوب البشر و نفاياتهم و يلعن وقع نعالهم و أقدامهم العارية التي لا تهتدي إلى طريق ، الصوت الوحيد الذي يٌسمع هو نغم آلة يعزف عليها الشيطان و بلا هدى يسير إليها البشر ، الضوء الوحيد الذي يصل عبر شباك نوافذ المنازل و زوايا تقاطع الطرق عند إنارة عمود الشارع المظلم هو لهب شرارة الحقد لأدم من عمق قلب الشيطان منذ قديم الأزل ، الشيطان هو بوصلة هذا العالم الذي ضل عن هداية بوصلته النورانية ، ظل الشجر الذي ينعم تحته من لهيب الجو اللاسع هو ظل شجرة شيطانية ، القلب الذي ينبض بحجم العالم هو قلب الشيطان ، الشيطان الذي يريد الهلاك لا يريد الهلاك وحيداً لأنه يخاف الظلمة و الوحدة و الصمت الطويل ، الصلوات التي يؤديها الثلة المؤمنة هي دعاء الله للنجاة من كل هذا الظلم المقدر و الفوز بالنعيم هرباً من لعنة الشيطان على هذا الكوكب المتهالك القابل للإنفجار في أية فرصة بلمح البصر ، بإسم جميع صلوات الشجر الطيب و القلوب الطاهرة بإسمك يا الله استجب لنا ، و دعائنا الخلاص من كل هذا ، و العودة للسماء ، إله الحق آمين.

رسالة حقد برئية *

ترقص ببلاهة راقصة الباليه في صندوقي الموسيقي المفضل، بينما أمشط أنا المساحات البيضاء من أرض غرفتي القابعة تحت تأثير الضوء و الظل في اللحظة التي لا يكف فيها رأسي عن التفكير بكيفية البدء برسالة تقبع في أعماقي جداً، أعود إلى القاعة الدراسية حيث أدرس الرياضيات للسنة الثالثة على التوالي، نعم ! أنا أخوض تجربة جديدة في حياتي ، مكرررة يا للملل بحق!   لا يطاوعني قلبي لأخبركم إنني حملت المادة لأول مرة في المرحلة الجامعية. شكراً لأمي التي كانت تدرس معي في المراحل الأولى في دراسة الرياضيات تعد معي البرتقال و التفاح أثناء تناول الغذاء، و لأبي الذي لا يمل من سؤالي يومياً عن جمع الأعداد العشوائية و ينعتني بالغباء عندما أتأخر في الإجابة أو أخطئ في العد! شكراً للمعلمة (س.ن) التي كانت تقدم لي نجمة نهاية الأسبوع أو هدية أو قد تكتفي بتسجيل ملاحظة خطية لأمي: " الرجاء متابعة الطالبة من قِبل ولي الأمر". دون أن تلتفت لتعيد لي شرح المسألة مهما كانت تتمتع بالسلاسة و البساطة، و للمعلمة (ن.ش) التي مدحتني أمام الطالبات و أبدين حقدهن لي لنهاية السنة دون سبب مقنع . و للمعلمة الأخرى التي بدأت ...

شيء ما *

لا أريدني أن اكون اكثر ضعفاً و دون هدف اسير نحوه او حلمٌ ما من يعلم ، لا أحد ، . أريدني حمامة حرم مقدس ، لا أريدني بندقية أريدني قطرة مطر ، لا أريدني ضباب. أريدني بوصلة طريق ، لا أريدني سراب . أريدني شجرة زيتون أخضر لا أريدني سلك شائك .  

حديث الظل .

نحن يا صاحبي غريبان . لا كتف زائدة تربت على كتفينا . لا قمرا منيراً آخر يضئ لنا الطريق ، لا قمر يضئ لنا العتمة في الجوار لكي أراك . لا أحد يسمع صوتي ، نوافذ الجيران مغلقة بإحكام . لا بأس ؛ لا خيال عابر ، لا نور ، لا شهاب أماني . لاشيء البتة ؛ سوى مصباح الإنارة القديم العالق في علية السور ، اﻷيل للسقوط في أية برهة . ابعد رأسك الكبير لئلا يهشمه لك في سقوطه . هه ، لديك أمنية ؟ أخبرني بها ، يا نهاري أنا لك الضياء . ماذا ، لا أسمعك جيداً ، ارفع من نبرة صوتك . اخرج حنجرتك من أحداقك و تأملني . هل تبحث عني ؟ سأرافقك الطريق الطويل لا بأس عليك . سأعانقك في الظلام كثيراً ، لا أحد هنا يمنعنا من ذلك . هل تسألني عن جمال عينيك ؟ أنت الأكثر وسامة في الثانية الا ربع فجراً ، و أمام الميناء القديم . هل تسمع صوت خرير النهر من بعيد ؟ مؤكد فأنا لك الصدى . ماذا ؟ لا يروق لك ان امسك بكفيك ؟ لا بأس عليك ، سأتبع خطاك على الطريق . أنت لا تحفظ الجهات و ستضل دوني فأنا لك خارطة الدرب في وجودك . وصلنا أم ليس بعد ؟ لا يزال الطريق طويلاً ! كيف كان يومك ؟ هل تشعر باﻹرهاق ؟ لا بأس ع...