بيري و راقصة الباليه *

لين فتاة السيرك الجوال ؛ صديقة الفيل بيري من كان يعلم أن لقاءاً كهذا سيجمع بهما ؛في قدر مصيري واحد. السيد شيل كان يبحث عن الأفضل في تدريب الفيل بيري للحفل القادم و لكنه عنيد و يرفض المحاولة بعد الخسارة الأخيرة له حيث تأذت ساقه أثناء العرض الماضي .
لين لفيلادور كانت راقصة باليه بارعة و لكنها خسرت تجربة الحضور للحفل الملكي السنوي في البلدة البعيدة خلف تلال البيلز بسبب الحمى و الإعياء الذي آل بها إلى السقوط على خشبة المسرح أمام الملأ من الحضور الإرستقراطي .
خيبة الأمل و الخشية من ملاحقة سوء الطالع لكل منهما ؛ألقيا بعبء التجارب الفاشلة و أمضيا قدماً في محاولة البحث من جديد عن أمل يلوح بالأفق .. و كان اللقاء !
تقترب لين برقة فراشة الباليه و تمسح بمنديلها يأس بيري و يبتسمان ..
السيد شيل لم يجد سوى الموافقة على انضمام لين للفرقة الجوالة لتدريب بيري للحفل القادم و لسنوات طويلة .
بدأ العمل الجاد ،بيري أصبح سلساً و بهلوانياً فاقت ازدواجيته الفذة التدريبات الماضية و بمساعدة لين و تفرغها للباليه المسرحي بكل تأكيد هذا العرض هو الاروع حتماً .
الثالث من أبريل لهذا العام بدأ الحفل بمعزفات شوبان و تتالت الفقرات و أمضيا الأمسية الأخيرة لهما معا بكل حب يلوح في الأرجاء ؛ لا تكاد أصوات التصفيق أن تنتهي و يتردد صداها للأفق خلف تلال البيلز ، نجحت لين و تفوق بيري على محاولاته السابقة ؛ نعم كان لابد من أمل للوصول .
و حيث ترتفع أصوات التصفيق بحرارة في ختام عرض الأمسية تمر ذكرياتها أمام زرقة عينيها الفاتنة و تسقط لين وقد نالت منها الحمى بشدة ليبدو الأمر كما لو كان مشهداً ختامياً بحق ؛أمام عجز بيري الكهل و تقدمه في السن يلوح شهاب الامنيات الزرقاء البعيدة يبتسمان بسعادة يتعانقان بفرح و يرتسم خيالهما معاً بيري و راقصة الباليه في ختامية العرض ، و يرقصان معاً و يلتقيان في المرج الاخضر الكبير .
- النهاية -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة كتاب: لا تقولي إنك خائفة

سيرة ذاتية مبتكرة

النمرة خطأ