الأزرق الذي هناك *
تنظر للسماء على أمل ،قريباً ستحتفل بميلاد صغيرتها التاسع عشر ،لا تزال أميرة لطيفة منذ نعومة أظافرها في عينيها .
تسرق منها لحظتها و هي تنادي : أمي .. أمي هل يمكنني شراء هذه الحلوى ؟
تطيل النظر إليها و تجيب على عجل : لا ليس الآن لقد تأخرنا في العودة يجب أن نسرع الخطى نحو المنزل قبل أن يحل الظلام !
تجيب بأسى : حسنا ،سنعود في وقت لاحق أنا أعلم .
تلمح بريق الدمعة في عينيها ولكنها تحمل الصبر على عاتقها و تشد على يديها لئلآ تفتقدها في الطريق ،تشعر بشيء من الألم لتهمس لها : أمي انتِ تغلقين على يديَ بقوة هذا يألمني !
تلتفت لها برفق وقد تنبهت للأمر و تسارع بالإعتذار لها : آسفة صغيرتي لم اشعر بذلك .
تبتسمان و تسيران بإتجاه غروب الشمس نحو الجادة الرابعة و العشرون .
تصلي لله في غسق الدجى أن يحفظ لها أميرتها و تبكي بحرقة على سجادة الصلاة ،بينما تنام بهدوء صغيرتها بعدما قبلتها و تمنت لها عمراً سعيداً قادماً .
تعلم بأنها قد لا تعود لرؤيتها في الأيام القادمة التي تسير بسرعة جنونية تدعو لو تمضي على مهل ،تدعو أن يرد الله أمانتها إليه و أن لا تفتقد إبتسامتها الملآئكية ،تمانية عشر ربيعاً مضت وهي تصارع الألم الذي تحمله بداخلها ،تتغلب عليه بعفوية إبتسامتها ،تشاركها ألمها و تحاول أن تخفف العبء عليها ولو بالقليل .
الصغيرة كانت تسمع مناجاة والدتها لله في الفجر ،و تبكي بهمس ،تسحب مذكرتها من تحت الوسادة و تسطر شيء من الكلمات ؛ المذكرة الصغيرة تحمل بين طياتها نجوى قلب ملآئكي ،لا أحد يعلم بسره الكبير المدفون في جوفه سواها .
تشرق الشمس في الصباح التالي لتجد علبة الحلوى التي ترغب في شرائها بالأمس تغفو بجانب رأسها ،تتفأجئ لهذا و تبتسم بحب ،أسرعت الخطى لتشكر والدتها على جميل صنعها و يدور في خلدها لماذا تسمح لي بتناولها الان ،لم تكن موافقة على ذلك منذ فترة طويلة و أنا أرجوها في ذلك و لكن كانت تقابل طلبي بالرفض ،لم تشأ ان تفقد جمال لحظتها هذه و قد غمرتها السعاده و صارت تقفز للسماء بفرح : أنا سعيدة ؛ سعيدة جداً .
تمضي الأيام و هي تحتفل بوجود علبة الحلوى كل يوم بجانب الوساده او في السلة او على الرف العلوي .
و تبتسم لها ،لئلا تسرق منها جمال ابتسامتها الفاتنة جداً .
قبل موعد عيد مولدها التاسع عشر بثلاثة أيام يسكن صوتها الناعم عن أرجاء المنزل و يستوحش المكان صدى ضحكتها العالية بنشوة فرح ،لتلازم غرفة مغلقة الجدران عدى نافذة واحدة تبعث على الرتابة و الملل لا على جمال رونق الحياة و الأمل ؛تتصل بها أسلاك شائكة و أعمدة تقيد حريتها، ترقد بهدوء جامح لا تهمس البتة ،كانت والدتها تصلي و تمسك يديها بحنان :صغيرتي أفيقي لمولدك ،لأستمع لضحكتك و صوتك ،لأشاهد عيونك العسلية التي تشابه عيني والدك فيك ،يمضي يوم آخر و هي تتوسل أن تستيقظ فيه صغيرتها بشيء من الأمل ،في مكان ما كانت تسبح في الفضاء مغمضة العينين و تبتسم عند لقاء ضوء الشمس يلوح لها من بعيد ،لتركض سريعاً بإتجاه الأزرق الذي هناك !
يتردد صدى نبضات قلبها الذي توقف عن المضي في هذه الحياة لينبض في السماء لتغدو نجمة تلوح في الأفق الزاهر ،تخفق محاولات الأطباء في إسترجاعه لفيض من تدفق النبضات ،يخبرها بهمس أن الكل هنا يحاول أن يرتاح ،أن ينام في سلام .
تزورها ذكريات من كل مكان ابتسامتها و صوتها ،و ذكرى الحلوى و العناق الأخير .
تعود لتتفقد ذكراها لتلمح مذكرتها المعنونة بالأزرق الذي هناك و تقرأ :" فكرت طويلاً في ما قد يدفع أمي لشراء الحلوى لي بعد محاولات من الرفض ،لعله كان بدافع الحب لي ،إن كان كذلك أمي ؛ و أنا أحبك ".
تمضي دمعة على خذيها و تهمس يالله كن معها فأنا أستودعك إياها و عندك لا تضيع وديعتي .
تعبر نسمات من الهواء العليل ،لتطمئن قلبها الحاني ،عبر النافذة تبتسم كما لو إنها لمحت ابتسامة تعرفها جيداً و ترفع ببصرها بحب نحو زرقة السماء .
#معصومه_إيليا ♡
تسرق منها لحظتها و هي تنادي : أمي .. أمي هل يمكنني شراء هذه الحلوى ؟
تطيل النظر إليها و تجيب على عجل : لا ليس الآن لقد تأخرنا في العودة يجب أن نسرع الخطى نحو المنزل قبل أن يحل الظلام !
تجيب بأسى : حسنا ،سنعود في وقت لاحق أنا أعلم .
تلمح بريق الدمعة في عينيها ولكنها تحمل الصبر على عاتقها و تشد على يديها لئلآ تفتقدها في الطريق ،تشعر بشيء من الألم لتهمس لها : أمي انتِ تغلقين على يديَ بقوة هذا يألمني !
تلتفت لها برفق وقد تنبهت للأمر و تسارع بالإعتذار لها : آسفة صغيرتي لم اشعر بذلك .
تبتسمان و تسيران بإتجاه غروب الشمس نحو الجادة الرابعة و العشرون .
تصلي لله في غسق الدجى أن يحفظ لها أميرتها و تبكي بحرقة على سجادة الصلاة ،بينما تنام بهدوء صغيرتها بعدما قبلتها و تمنت لها عمراً سعيداً قادماً .
تعلم بأنها قد لا تعود لرؤيتها في الأيام القادمة التي تسير بسرعة جنونية تدعو لو تمضي على مهل ،تدعو أن يرد الله أمانتها إليه و أن لا تفتقد إبتسامتها الملآئكية ،تمانية عشر ربيعاً مضت وهي تصارع الألم الذي تحمله بداخلها ،تتغلب عليه بعفوية إبتسامتها ،تشاركها ألمها و تحاول أن تخفف العبء عليها ولو بالقليل .
الصغيرة كانت تسمع مناجاة والدتها لله في الفجر ،و تبكي بهمس ،تسحب مذكرتها من تحت الوسادة و تسطر شيء من الكلمات ؛ المذكرة الصغيرة تحمل بين طياتها نجوى قلب ملآئكي ،لا أحد يعلم بسره الكبير المدفون في جوفه سواها .
تشرق الشمس في الصباح التالي لتجد علبة الحلوى التي ترغب في شرائها بالأمس تغفو بجانب رأسها ،تتفأجئ لهذا و تبتسم بحب ،أسرعت الخطى لتشكر والدتها على جميل صنعها و يدور في خلدها لماذا تسمح لي بتناولها الان ،لم تكن موافقة على ذلك منذ فترة طويلة و أنا أرجوها في ذلك و لكن كانت تقابل طلبي بالرفض ،لم تشأ ان تفقد جمال لحظتها هذه و قد غمرتها السعاده و صارت تقفز للسماء بفرح : أنا سعيدة ؛ سعيدة جداً .
تمضي الأيام و هي تحتفل بوجود علبة الحلوى كل يوم بجانب الوساده او في السلة او على الرف العلوي .
و تبتسم لها ،لئلا تسرق منها جمال ابتسامتها الفاتنة جداً .
قبل موعد عيد مولدها التاسع عشر بثلاثة أيام يسكن صوتها الناعم عن أرجاء المنزل و يستوحش المكان صدى ضحكتها العالية بنشوة فرح ،لتلازم غرفة مغلقة الجدران عدى نافذة واحدة تبعث على الرتابة و الملل لا على جمال رونق الحياة و الأمل ؛تتصل بها أسلاك شائكة و أعمدة تقيد حريتها، ترقد بهدوء جامح لا تهمس البتة ،كانت والدتها تصلي و تمسك يديها بحنان :صغيرتي أفيقي لمولدك ،لأستمع لضحكتك و صوتك ،لأشاهد عيونك العسلية التي تشابه عيني والدك فيك ،يمضي يوم آخر و هي تتوسل أن تستيقظ فيه صغيرتها بشيء من الأمل ،في مكان ما كانت تسبح في الفضاء مغمضة العينين و تبتسم عند لقاء ضوء الشمس يلوح لها من بعيد ،لتركض سريعاً بإتجاه الأزرق الذي هناك !
يتردد صدى نبضات قلبها الذي توقف عن المضي في هذه الحياة لينبض في السماء لتغدو نجمة تلوح في الأفق الزاهر ،تخفق محاولات الأطباء في إسترجاعه لفيض من تدفق النبضات ،يخبرها بهمس أن الكل هنا يحاول أن يرتاح ،أن ينام في سلام .
تزورها ذكريات من كل مكان ابتسامتها و صوتها ،و ذكرى الحلوى و العناق الأخير .
تعود لتتفقد ذكراها لتلمح مذكرتها المعنونة بالأزرق الذي هناك و تقرأ :" فكرت طويلاً في ما قد يدفع أمي لشراء الحلوى لي بعد محاولات من الرفض ،لعله كان بدافع الحب لي ،إن كان كذلك أمي ؛ و أنا أحبك ".
تمضي دمعة على خذيها و تهمس يالله كن معها فأنا أستودعك إياها و عندك لا تضيع وديعتي .
تعبر نسمات من الهواء العليل ،لتطمئن قلبها الحاني ،عبر النافذة تبتسم كما لو إنها لمحت ابتسامة تعرفها جيداً و ترفع ببصرها بحب نحو زرقة السماء .
#معصومه_إيليا ♡
تعليقات
إرسال تعليق