بيرة في نادي البلياردو| وجيه غالي
التصنيف: رواية
الصفحات: 283
دار النشر: دار الشروق
الطبعة: الثالثة 2019
الترجمة: إيمان مرسال، ريم الريس.
يوميات من ذاكرة الأحداث بين القاهرة ولندن في العام 1952 عن الحرية، و الفكر الثوري، عن السياسة ضد الإستعمار و قوة الرفاق في صراعات الإنتماء للثقافة البريطانية و انتصار الثقافة المصرية أمام كل الصعوبات.
بطل الكتاب راموس أو كما يحلو للرفاق مناداته رام، مصري، قبطي، تلقى تعليمه و تشبع بالثقافة البريطانية، إشتراكي ساخر، لا مبالي، ابن فقير لعائلة من نخبة الأغنياء، و في أثناء عودته لبلده مصر يواجه أزمة فكرية في التحديات نتيجة صراعاته الداخلية و رغباته بين نمط الحياة الشرقية و الغربية، و على الرغم من اختلاف التوجهات و المقارنات تجمعه الصداقة بصديقه الأقرب فونت و حبيبته اليهودية إدنا، تتميز الرواية بطابع الكوميديا السوداء و السياسة.
"بدأنا نشعر بعدم الرضا في الحياة الجامعية التي كنا نحياها. ذلك لم يدفعنا لنجتهد. إن لم نكن نلعب البلياردو أو نشرب البيرة، نكن مع إدنا، وإن لم يكن هذا ولا ذاك، كنا نلتهم الكتب السياسية."
يصف رام نمط حياته "كنا قارئين نهمين، أحياناََ كنا نقضي أسابيع كاملة من دون أن نخرج من غرفتي، قارئين كتاباََ تلو الآخر، لا أتذكر ابداََ إنني ناقشت كتاباََ مع فونت. كنا نقرأ فحسب" و عن حرية القراءة "كنت أقرأ بحياد مهتماََ فقط بالقصص في حد ذاتها". حتى لقائه بإدنا يقول: "عندما بدأت إدنا تحدثنا عن الاشتراكية أو الحرية أو الديمقراطية، كنا نقول نعم، تلك هي الثورة المصرية" و من هنا بدأت المرحلة الإنتقالية "بدأت أنا و فونت نقرأ الكتب السياسية بإهتمام أكبر، كلما قرأنا أكثر، رغبنا في أن نتعلم أكثر، و شعرنا بجهلنا أكثر." و مع شعلة الحماسة اندفعوا معاََ لمشاركة الأراء حول الكتب.
ستشعر و أنت تقلب الصفحات بين يديك ببرودة الشتاء، و مشاهدة الأسطح الحمراء، سيصلك نداء شعارات عالم المثقفين، و صافرات القطارات و هتافات الشوارع، و تنتقل بين الريف المصري و الريف الأخضر، حيث للطلاب غرف، و صاحبات يضربن على الآلة الكاتبة. حيث البرجوازيون و اليسار و الشعراء، عالم ساحر يجذبك إليه، كما بدأ رام في أول خيالاته، يود لو أن يكون فناناََ، أو أن يكون أنيق، أو في اسبال بالية. متنقلاََ في شوارع عديدة، و يبقى السوال: لأي حزب تنتمي؟
ختامية الكتاب تتمحور حول اجتماع العائلة و بدء التخطيط لوضع حد لإندفاعية رام اللامبالي و رسم خطوط حياته الجديدة، حول الحب و بعيداً عن السياسة و منطلقاََ كعادته القديمة نحو نادي البلياردو.
تعليقات
إرسال تعليق