مراجعة كتاب: قصة مدينتين| شارل ديكنز

التصنيف: رواية

الصفحات: ١٥٨

دار النشر و الترجمة: دار القلم- بيروت

الطبعة: الثانية، ١٩٧٦

"والنساء اللاتي يعملن التريكو في سان انطوان سوف يعملن بجوار شيء ما، سيُشيد فيما بعد ويقمن بإحصاء الرؤوس التي سوف تُقذف من فوقه، نعم أنهن سوف يشتغلن (التريكو*) بجوار .. المقصلة."

قصة الثورة و الحُب، يكتب لنا شارل ديكنز حكاية العشق بين لوسي مانيت و تشارلز دارني، إبان أحداث الثورة الفرنسية، حكاية تدور أحداثها في لندن، إنجلترا، و باريس فرنسا.

و كم تتحمل الذاكرة من تفاصيل الذكريات في غرفة مظلمة، للسجين الطبيب اسكندر مانيت الذي تحمل عبء السنين وحيداً، الرجل صانع الأحذية. فتغيب عنه الصور ثم تعود إليه لما يتذكر ابنته التي فقدها منذ ثمانية عشر عاماً سجيناً من خصلات شعرها الذهبية.

و في مصرف تلسون حيث يعمل المصرفي و المحامي لوري ساعياً للبحث عن أطراف خيط ليجمع شمل عائلة مانيت، فتتصادف الطرق مع المدام ديفارج التي تشتعل بداخلها نار الكراهية، و تختبىء خلف جدار الجوع و الفقر و الحرمان في شوارع باريس في حانة السيد ديفارج.

و لما يبلغ منك الحب مالا تستطيع فتعطي روحك فداء للمحبوب الذي تفني حياتك لأجل أن يهنأ الآخر في حياته يقول سيدني كارتون: " ان ما أفعله الآن هو خير ألف مرة مما فعلت طوال حياتي. والراحة التي أنا بسبيلها هي خير ألف مرة من كل راحة عرفتها في حياتي".

وسط غضب الشارع و فقراء باريس الذين تصدح أصواتهم بالرغبة للحرية و أنظارهم تتطلع نحو السماء، نشاهد كيف يأخذون بالثأر و يقفون موقف القوة و الثبات أمام مفاسد النظام الإرستقراطي و كيف أثار النفوس بالوحشية و الإستبداد. "استيقظت القرية في أحد الأيام فإذا هناك مشنقة قد نصبت بجوار النافورة بلغ ارتفاعها أربعين قدماً".

* - التريكو: حياكة الصوف لصنع الأقمشة.


اقتباسات:

- " كان الليل بظلامه يثير في نفسه صوراً قاتمة متعددة، و كانت الرسالة في يده تزيد من قتام تلك الصور".

- " كانت كل هذه الأشياء مختلطة في شعوره بالألم، رغم إنه يعيش فيها.. الا إن المشهد الذي لم يستطع يمحوه من ذهنه طوال الطريق، هو أنه سيخرج إنساناً من القبر و يعيده إلى الحياة".

- " بعد لحظات انتهى النبيذ، فماتت الضحكات، و عاد البؤساء إلى أعمالهم".


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة كتاب: لا تقولي إنك خائفة

سيرة ذاتية مبتكرة

النمرة خطأ