مراجعة كتاب: كبرت و نسيتُ ان انسى

 كبرت و نسيتُ ان انسى.

بثينة العيسى


قصة اليُتم، و الفقد، و جبروت سلطة ولي الأمر الأكبر، قصة العشق و الشعر. وحي الكتابة و قيامة الأنثى، قوة ناعمة. 

"بطل الحكاية لا الذاكرة ولا النسيان إنه الشعر".


فاطِمة، تكتب قصتها بصورة رواية على شكل الشعر/النثر، العزلة في السجن و كبت الشعور، تضارب قوتين الخير و الشر، تقول: "قالوا لي دائمََا: تكبرين و تنسين" لكن الحقيقة تتضح من العنوان. في القراءة الأولى شعرت بإني أقرأ سيرة ذاتية لشخصية فتاة في البلاد الشرقية، التعنيف الأسري، كبت العواطف، تدمير الهوية، تصغير ماهية الإنسان، و تجريده من هواياته و رغباته في الحياة، كل صفحة تجرك بدون إدراك للصفحة التالية، اللغة في الكتابة حُلوة، شخصيات الكتاب تتمحور حول صقر الأخ الأكبر - غير الشقيق - المتسلط بإسم الدين و الذي تبنى إعالتها و تسكينها عنده بعد وفاة الوالدين بحادث سيارة و حجزها بسرداب البيت، حياة صديقة فاطمة، - النسخة الجميلة عن فاطمة لو إنها حُظيت بحياة مثل حياة - و فارس، زوجها - الجنتلمان - الي هربت منه بحجة وحدة و هي إنها تبغى تعيش حريتها و أن تكتب، و آخيراََ شاعرها "عصام". القُراء الآخرين استنكروا الكتاب و قالوا قصة ضعيفة كإنها مسلسل، لكن عني أنا؟ اقول يستحق القراءة و أعمال بثينة العيسى كلها ما تتفوت. 


طالبة جامعية تبحث عن الشعر و تجلس بالمكتبة لساعات، حرضتها حياة على الخروج عن سيطرة صقر و خوفها منه و مشاركتها شغف ان تحضر أصبوحة شعرية في مجلس الطلبة الجامعي، اللقاء الأول للشاعر هو الدافع الي منحها أن تنطلق و تحس بجمالية الحياة، و لما كتبت له إيميل من 4 سطور شعر من هنا بدأت الحكاية. لكن "عندما شدني من حجاب رأسي في أصبوحتي الشعرية الأولى"، عندما صفعني أخيراََ" كان صقر دايمََا موجود بشكل فزاعة.


عجبني في الكتاب عناوين كل بداية فصل و قصة جديدة، لغة الكتاب حلوة جذابة، رقيقة زي الشعر، الفصول المفضلة عندي: اللحظات البسيطة مع فارس و قصة التلفزيون، ثانيََا شاعرها، و صندوق البريد الإلكتروني، الرسائل، و محاولة إلقائها قصيدة لأول مرة أمام الطلبة، ولاحقاََ معاودة كتابة الشعر بهيئة قصاصات قصيرة تخبئها داخل برطمان مربى تحت السرير، دائمََا تكون محاولة كتابة الشعر هي الوصف و لما يكون سردابها الضيق هو المكان الفسيح فبالتالي راح يُفزعها غرابة إحتمال إن يكون خارج الغرفة عالم أكبر كانت بعيدة عنه. 

برفقة فارس انطلقت لرؤية العالم و بعيد عن فارس - بعد الإنفصال - شاهدت العالم بصورة مختلفة. و أما شاعرها، عاد في الفصل الآخير و كان هو كعادته ملاح و هي خريطة، و العالم يكبر أكثر. 

التقييم: من 5

اللغة و الغلاف و الخط و حبكة القصة: ⭐⭐⭐⭐⭐


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة كتاب: لا تقولي إنك خائفة

سيرة ذاتية مبتكرة

النمرة خطأ