مراجعة كتاب: حارس سطح العالم
حارس سطح العالم
بثينة العيسى
ديستوبيا، رواية مُفزعة، و نحن لا نقف عند التحذير الأول: "إياك و التورط في المعنى". عن اللغة أولاََ، الكتب ثانيََا، و المكتبات، و رقابة السُلطة على مخيلتنا التي تظل تلاحق الأرانب.
لما قرأت عن الأرانب أول مرة، لم تخطر لي أليس في بلاد العجائب، و لكن؛ قفز لذاكرتي صوت من كتاب: تشريح الأرنب الأبيض، تقول دلال حجازي: "بقوة المخيلة سننجو سيدتي"، ولأنني "أريد اللغة التي هي معرفة وليست دلالة، أريد اللغة التي هي اتساع وليست إغماضة" مضيت في رحلة إستكشاف عبر متاهة/مكتبة، تفوق الكتاب في تعريف الكلاسيكيات الأدبية، و أخذتني نشوة عارمة شبيهة بالشعور لما أدخل مكتبة حقيقية و كأن كل الكتب لي وحدي أو إن الكتاب يقول لي: "أنا أعرفك و كنت في إنتظارك".
مع كل نص/إقتباس أحاول تخمين/تذكر أين سبق و قرأته، من أرانب أليس، و تحول كافكا، و هولوكست ٤٥١ فهرنهايت، و رقصة زوربا المجنون، و الكتب كلها التي أعرف حكاياتها لكن؛ لم أقرأها بعد.
و مرة أخرى، كان يقفز لرأسي كتاب: الكتب التي ألتهمت والدي، لتشابه بيئة مكتب العمل، المضجر، و الكئيب، و لما كان يسرق الوقت بقراءة كتاب في كل مرة، يقول: "فكانت الكتب هي شغله الشاغل، يريد كتبََا، المزيد من الكتب".
شعرت بمزيج مذهل، صاخب من المشاعر! الغضب على المحرقة، و الرقابة، و الدهشة بخصوص المتاهة، و مكتبة الوراقة، و الذهول و الحيرة و الضحك و الرهبة من العجوز، و الطفلة الصغيرة، و الأخوية.
كنت متحمسة جدََا في سير الأحداث، و انا اقلب كل صفحة أتسائل عما ينتظرني في الصفحة التالية، و شعرت إنني استطيع تخمين ما سيحدث في النهاية. و مع ذلك ظل يفاجئني، كتاب يشدك من البداية للنهاية، و بالرغم من إني أكون قرأته في قراءة جلسة واحدة، الا إني وددت لو إنه واحد من الكتب التي لا ارغب ان تنتهي بسرعة. :(
و كما تقول جانيت لوبلانك: نحن "نعيش في المجاز كما نعيش في الواقع" و بثينة، عودتنا على الدهشة و الإبداع المتجدد، و حارس سطح العالم، كتاب مُدهش، و يستحق التوصية. و أكاد أجزم إني أعاني من أعراض القراءة، و متعلقة بالمجاز و الإستعارات و شديدة الإدمان، متورطة، و فات الآوان على التحذير. و هناك الآن خيارين أمامنا، أن نتبع الأرانب و أن لا نضيع في المكتبة.
التقييم: فل مارك 🌟🌟🌟🌟🌟
الغلاف و الرسومات: 5 😍💘💘
الحبكة و اللغة: 5
تعليقات
إرسال تعليق