رسائل في صندوق البريد 4
أحياناََ ترهقنا عزلتنا إلى الحد الذي نود لو يخترق وحدتنا صوت، فندلف نبحث عن مُوسيقانا القديمة، لا فرق إذا اخترنا أغنية طويلة أو لحن حزين. لإننا و دونما سابق إنذار نتعرض لإنتكاسة، قد تأخذ شكل وعكة صحية، أو وخزة إبرة، و كم نتمنى لو كنا نمتلك ساعة مؤقتة تجعلنا نتوقف عند حقيقة المشاعر في دواخلنا، فنستطيع مع تطور التقنية ضغط زر تجاوز هذا الألم، أو إيقاف اللحظة، أو إستمرار صوت الضحك، أو كتم صوت البكاء، و في أحيان كثيرة مثلما يُسعفنا الأصدقاء، نقرأ أنفسنا في سطور الشُعراء، فكما تصف روضة الحاج: "لم أعرف كيف أصف مكان وجعي، إِنه وجعُ الروح، وأنا لا أعرفُ مكانها، إنّها كلي، إنها أنا، أنا التي توجعني".
إن المكتبة التي تصفها بثينة العيسى: " ترى نفسك في الترددات الأبدية كأنك الصّدى. تضيء لك، طوال الوقت، طريقك إليك. المكتبة هي المكان الذي ينبغي أن تضيع فيه، لكي تجد نفسك".
و برفقة كل كتاب جديد ابحث فيه عن نفسي اجدني اتفق مع جون كامبل شاكراََ الأبطال باعة الكتب حول العالم "الذين جعلوني أقف على أطراف أصابعي، جعلوني ابتسم، اضحك، و أصاب بالرعب". و عن العزلة: تكتب جودي آبوت "فما الذي يتمناه كاتب مجتهد اكثر من هذا" - تغاضي عن إني كاتبة كسولة أحيانََا - و "سعيدة للغاية بوجود المناظر الطبيعية، و الطعام، و الفراش، و رزمة الورق الأبيض و قلم حبر، ما الذي يريده المرء أكثر من هذا العالم؟"
صحيح إن المكتبة لا تشبه العيادة النفسية و لا نجد فيها على الدوام العلاج السحري و الفعال لمقاومة الأيام الثقيلة على أرواحنا، و هي بذلك تمنحنا كما الحياة فرصة البحث عن الحرية و التطلع إلى الكمال، فنسعى بذلك إلى توطيد الصلة بالعالم الخارجي و مغامراته. و لا نكاد نقوى على الثبات دون كتف صديق يسندنا و يشاركنا الضحكات و اللحظات.
أحب مكتبتي، و أحبك أكثر، إخترقي عُزلتي.
لنمسح غبار الكتب من الرفوف، لنتشارك الأمنيات و الأغاني.
"و الخطوة تدفع خطوة" مساء الخير. ❤️
https://soundcloud.app.goo.gl/fL4f
جميل معصومة ..!
ردحذفأتذكر أغنية لماجدة الرومي: كم جميلٌ، لو بقينا أصدقاء.
حذف