رسائل في صندوق البريد 2
الرسالة الثانية
أتسائل كيف تكون البدايات في كتابة الرسائل؟
و كما تعلمين فأنا لا أكف عن التفكير حول البدايات، و مهما اطلقت ساقي للرياح و دلفت للبعيد في مضمار الحياة الذي يبدو كسباق ماراثون طويل و قفز حواجز و ذو بطولات الوثب العالي، ثم لا تتوانى التحديات فتأتي متتالية، بينما أعود أنا لأطرح السؤال التالي: كيف بدأ الأمر كله؟
بينما يقف موراكامي متفكراََ: "كنت أظن أن السنوات ستمرّ بشكل طبيعي، و أني سأكبر سنة بعد سنة في كل مرة، لكن ما حدث لم يكن كذلك، إنه أمرٌ يحدث بين عشيةٍ و ضحاها".
لا أزال اواجه مخاوفي القديمة كل يوم، أجابه ذاتي التي لا تنام، و استيقظ الليل بطوله لأسأل: ما معنى الحياة؟
قرأت مرة: إن "معنى الحياة، قد لا تعني شيئاً مخبوءاً، أو ربما قابلاً للكشف، بقدر ما تعني شيئاً يمكن أنّ نثري به حياتنا بأنفسنا إننا نستطيع أن نضفي على حياتنا معنى، من خلال عملنا، من خلال سلوكنا النشط، من خلال طريقتنا في الحياة، ومن خلال الموقف الذي نتخذه نحو أصدقائنا وإخوتنا في البشرية ونحو العالم! بهذه الطريقة يتحول البحث عن معنى الحياة إلى سؤال أخلاقي – إلى سؤال: " أية مهام سأقررها لنفسي كي أجعل لحياتي معنى؟ " أو كما قالها كانط: "ماذا عليّ أنّ أفعل بحثاً عن عالم أفضل؟".
و لربما لا تكمن المشكلة في العالم، فكما اتفق مع جوزيف كامبل واصفاً "حياتنا تفرض شخصياتنا". و لذلك يبدو شعور الدهشة جلياََ، عند جواب جان بول سارتر: "الإدراك بإن الحياة عبثية، لبس نهاية، بل بداية فحسب".
يا للعبثية، صحيح؟ لنتجاوز ذلك كله، و نتمنى بإن نحظى جميعاََ بيوم لطيف، و نهار مشرق و تماماََ "بلا بداية ولا نهاية".
تعليقات
إرسال تعليق