رسائل في صندوق البريد 4

الرسالة الرابعة أحياناََ ترهقنا عزلتنا إلى الحد الذي نود لو يخترق وحدتنا صوت، فندلف نبحث عن مُوسيقانا القديمة، لا فرق إذا اخترنا أغنية طويلة أو لحن حزين. لإننا و دونما سابق إنذار نتعرض لإنتكاسة، قد تأخذ شكل وعكة صحية، أو وخزة إبرة، و كم نتمنى لو كنا نمتلك ساعة مؤقتة تجعلنا نتوقف عند حقيقة المشاعر في دواخلنا، فنستطيع مع تطور التقنية ضغط زر تجاوز هذا الألم، أو إيقاف اللحظة، أو إستمرار صوت الضحك، أو كتم صوت البكاء، و في أحيان كثيرة مثلما يُسعفنا الأصدقاء، نقرأ أنفسنا في سطور الشُعراء، فكما تصف روضة الحاج: "لم أعرف كيف أصف مكان وجعي، إِنه وجعُ الروح، وأنا لا أعرفُ مكانها، إنّها كلي، إنها أنا، أنا التي توجعني". إن المكتبة التي تصفها بثينة العيسى: " ترى نفسك في الترددات الأبدية كأنك الصّدى. تضيء لك، طوال الوقت، طريقك إليك. المكتبة هي المكان الذي ينبغي أن تضيع فيه، لكي تجد نفسك". و برفقة كل كتاب جديد ابحث فيه عن نفسي اجدني اتفق مع جون كامبل شاكراََ الأبطال باعة الكتب حول العالم "الذين جعلوني أقف على أطراف أصابعي، جعلوني ابتسم، اضحك، و أصاب بالرعب". و عن العز...