مراجعة كتاب: صاحب الظل الطويل
صاحب الظل الطويل.
الكاتبة: جين ويبستر.
عن رسائل جودي آبوت إلى السيد جون سميث:
التي تبدأ بتعريف الوصي و سرد اليوميات و المشاعر، عن رحلة حياة من ميتم كئيب إلى حياة الكلية و بدء مغامرة إستكشاف العالم.
شعور أن تقرأ الرسائل بعد كل هذي المدة من معرفة القصة و نتمنى ما نكون تأخرنا - حتى وددت لو إني قرأتها في وقت أبكر - لكن شعور القراءة يدفع بعملية تنشيط الذاكرة، يشبه إحساس أن اسمع داخل رأسي مقدمة صاحب الظل الطويل، و الموسيقى و دبلجة صوت جودي في كل صفحة. لو توقفت لإختيار الإقتباسات المُفضلة كلها، سينتهي الأمر إلى تصوير الكتاب كامل. 😂
ما يميز الرسائل هي خفة الدم، و أسلوب الكتابة، و سرد الكلمات، و الأكيد الترجمة الممتازة. حتى إنه كتاب يستحق العودة إلى إعادة قرائته عدد لا منتهي من المرات.
و لمعرفتي بأن لي محاولات في كتابة الرسائل فهذه التجربة الممتعة في القراءة تشحذ الهمة في إني اكتب أكثر، حتى إني أنا و جودي آبوت نتشابه على صعيد رغبة تحقيق حلم: الكاتبة. " يكون العمل ممتعََا حين يكون العمل الذي تحب القيام به أكثر من أي شيء آخر في العالم" + " ثم، أكتب و اكتب و اكتب". و لأن سبق و شاهدنا صاحب الظل الطويل و نحن صغار، و لمعرفتي حتمََا بتفاصيل كل حلقة و حقيقة السيد جيرفي بندلتن وصولاََ للرسالة الآخيرة، وسط القراءة كنت اتحمس في تقليب الصفحات.
رسائل تدفع بحماس شديد للضحك، و التأثر و حبس الأنفاس حتى تشد لمعرفة ماهي المغامرة القادمة يا ترى؟ شخصيََا أحب شخصية سالي مكبرايد +جوليا بندلتن، و هذا الثلاثي برفقة جودي يمثل ثُلاثي مرح، كيف أن كل شخصية بينهم هي عالم خاص بحد ذاتها! هذا الإختلاف و التنوع في طباع الهويات الثلاثة زاد من معرفتهم و قربهم لمشاركة الحياة.
عزيزي يا صاحب الظل الطويل، هذي المقدمة في كل رسالة جديدة، تعني بأن مغامرة فريدة من نوعها حصلت، يلي ذلك سرد كل الأحداث من ألم أو مرح، حياة الكلية، و الريف في مزرعة لوك ويلو يدفعني لقول: من الجيد إني حظيت بتجربة "أحب الكلية"، أما لوك ويلو " فالسكن رخيص و المحيط هادئ و مناسب لحياة أدبية، فما الذي يتمناه كاتب مجتهد اكثر من هذا" - تغاضي عن إني كاتبة كسولة أحيانََا و "سعيدة للغاية بوجود المناظر الطبيعية، و الطعام، و الفراش، و رزمة الورق الأبيض و قلم حبر، ما الذي يريده المرء أكثر من هذا العالم؟"
تدهشني الإقتباسات من الكتب، حتى يمكنك تخيل ضحكتي - ضحكة الإنتصار - و انا اكتشف الكتب الي سبق و قرأتها، او الي موجودة بمكتبتي و تنتظر على الرف، عن فرحة جودي لما اكتشفت المكتبة لأول مرة و فزعها لما أدركت حجم الفراغ بعدم معرفتها كل تلك الكتب - أما عني فيؤسفني إحتمال مفارقة العالم و هذا العدد الهائل لم أقرأه! و لربما ينتظرني، ياللهول! "و أنا الذي تخيلت دوما الجنة على شكل مكتبة" و هذا إقتباس من إحدى قصائد بورخيس. و غالبََا سبق و قلت - فقرتي المفضلة، إصطياد الكتب بداخل الكتب - فأحب أقدم إقتراح بأن لو سطرت قائمة بالعناوين الي بين الرسائل بيصير عندنا لستة طويلة نبحث عنها بالمكتبة. و زي ما تقول جودي: "ثم ما يزال هناك مكتبة كاملة لقرائتها، و ثلاثة أسابيع من الفراغ لفعل ذلك".
أحب ختامية الرسائل، فهي تبتكر كلمات جديدة بكل رسالة، حتى إنها تبدو قريبة من القلب و لطيفة جدََا. و بهذا الوصف الدقيق هذا التقييم للكتاب يبدو بإنه يأخذ طابع الرسالة المرحة الي راح تفاجئك بالتفاصيل الظريفة.
دودة الكتب، و مشروع الكاتبة التي تحب الفلسفة:
معصومه. 😂💕
ملاحظة: هناك الكثير من المغامرات تستحق التجربة: السفر، الذهاب إلى المزرعة، الذهاب إلى المكتبة، قراءة كتاب مستندين إلى عدد كبير من الوسائد، كتابة و تبادل الرسائل، الضحك، تربية حيوان أليف، مشاركة الوقت مع الأصدقاء، الخروج في رحلة بدون تخطيط او إنتظار موافقة، مشاهدة الظل الطويل، النوم مبكراََ قبل العاشرة مساءََا، الإعتراف بالمشاعر، تأمل الطبيعة عبر نافذة القطار في طريق طويل، و آخيراََ، و بالتأكيد كان على حق 'جيمس ماكبرايد *' لما قال: "و التفاصيل دائماََ تحكي قصة".*
* ج. ماكبرايد شخصية روائية حقيقية.
التقييم: 10/10
اللغة و الحبكة: 10/10
تعليقات
إرسال تعليق