مسير
أسير منذ وقت طويل، على درب بعيد كلما أوشكت أن أصل إلى نهايته كنت انزلق في منعطفات كثيرة، كان طريقاََ موحشاََ، كنت افقد في كل يوم طاقتي في الوصول، كنت اترك على الطريق بعض مني، و الآخر مني يذهب و يسبقني، حتى مضيت وحدي اسابق الرياح، فقدت خريطتي، و بوصلتي، لا مأوى لي في آخر النهار، كانت الطبيعة و كل الكون ملجأي، أخطو بضع خطوات و أدفع بي إلى الأمام في مرات عديدة، لا رفقة في هذا الدرب، الوحش الذي يتربص بي كان يسكنني، وحش بحجم قلقي و أرقي، شيء من الخوف الذي يحيطني بوشاحه، و حزن ثقيل على قلبي، كنت أحمل كل ذكريات الأيام السابقة على ظهري و أسير، بعضي كان يسقط على الطريق فلا أقوى على العودة له، أو إلتقاطه مرة أخرى، خلفي آثار قدميّ و خطوات حذائي المتهالك بعدد الخطوات، و الكثير الكثير من الفوضى، و الأصوات و الأشخاص، وجهي الشاحب، ملامحي الباهتة، ليس بعضي على الطريق و إنما كُلي! حينما أصل أخيراََ أعرف بإني تشبثتُ بالقليل مني، و الآخر عالق بي، كم يجول بخاطري أن لو انتهيت من هذه الطريق منذ وقت طويل جداََ، وددت كثيراََ في القفز أو الغرق، أو التعرض للأذى و بشدة بحيث إني لن ألاحظ أو أتأثر بالمزيد من بضع كدمات! حمراء و زرقاء، في كل مرة أصرخ وحدي في المدى، يتراجع صوتي ثم يتلاشى، أنا أضعف من أن أُنهي كل هذا الذي حاربت من أجله من قبل! ضعيفة، و هشة جداََ، كم وددت في مرات كثيرة أخرى أن لو أترك كل هذا خلفي و أمضي دون النظر لأي شخص أو شيء من حولي، أخطط لذلك ثم أتراجع، و لمرات عديدة، القوة فيّ خافتة، الضوء لا يصل! لكنني احاول، احاول جاهدة،خيط رفيع يصل ما بين ضفتين، ضفة من و إلى.. نتخطاه ثم لا نصل، فنعود لخط البداية، هذه الطريق طويلة، و لكنني أسعى للوصول، و حتماََ سأصل.
تعليقات
إرسال تعليق