المواجهة.

يتدحرج كأس الماء على الأرض و ينسكب، ينساب الماء، افكر في خواص الماء الفيزيائية و حالات المادة السائلة و الصلبة كالثلج و الغازية كالبخار، هذا يشبهني على الدوام، امام المرآة تروح خطواتي و تجيء عدة مرات في اليوم، في الليل و النهار، أبدو قوية، صلبة، متماسكة، لا يكسرني شيء، اهرول عبر الباب، ينهار إتزاني أمام مواجهة العالم كل يوم، اتعثر و تتحطم جزيئاتي لقطع صغيرة، الثلج يذوب، ابكي لسبب ما، أعلمه جيداَ و احياناَ لا أعلمه، أبدو كالماء، الدمع السائل على وجنتيّ يخبرني أن الماء كالمطر أحياناَ يتساقط في مكان ما بالعالم حين تبكي عيون أحدهم في الأرض، لعل ما اذرفه من دمع يتحول لمطر ليسقي الأرض الجرداء و تنمو فيه الحياة.
في وقت آخر الماء يتخذ شكلاَ آخر، عبر الجريان، في البحر أو عبر الصنبور، أنا أشبه الماء أحياناَ، أنا أشعر بأني بحر، اشتاق بحجم البحر، أُحب كالمطر، حنيني ندى و إعترافاتي ضباب كثيف، أنا الماء أو ما يشبه الماء أحياناَ، أليس التكوين الأول يبدأ من الماء؟ لماذا لا أعود له تحت الماء أثناء الاستحمام أو الوقوف تحت المطر أو بالغوص في بركة ماء؟! بقعة مبللة عملاقة بحجم العالم، نص يصيبك بالبلل و الرشاح، قد يلزمك التغيب عن كل أعمالك حتى تنتهي.
أيها الماء المنسكب، أمام كل التحديات في الحياة، يجب أن تبقى متماسكاَ لوقت اطول، هذه الروح مرهقة! تحاول البحث عن سبيل و منفذ للخروج من هنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة كتاب: لا تقولي إنك خائفة

سيرة ذاتية مبتكرة

النمرة خطأ