ليلٌ فاحم

الليل يطبق ستارهُ الممتد من جنحِ الظلام

العابرون على الطريق يمضون في طريق عودتهم

كلٌ إلى منحدرٍ سحيق أو وادي أمان

إلى ملاجئهم الآمنة و ينسجون بخيالاتهم نهاراً آخر

أما أنا فأمضي إلى سريري ككل ليلة

سقف الغرفة يطبقُ بنفسه عليّ

يضيقُ في عيني الضوء و الأمل

اطفو كغريقٍ يستنجد القبضة التي تنقذهُ من الغرق

إلهي 

وهذا الليل طويل و انا وحدي أناجيكَ أن اصفح عني

أن انقذني مما أنا عالقة فيه، أن أجد يدي تنتشلني من همي

أن لا يطلع الفجر دوني، أن يشرق مصباحٌ في صدري

أن أضيء عَتمتي و أبصرُ الضياء حولي

اللهم لا تجعل قدمي تسلكُ درباََ لسواك

أن يخضعَ لساني لسؤالك وحدك، و غايةُ دليلي مُناك

.. 

يمضي الليل ولا يتأخر الفجر عن موعده

فتيلُ شعلةٍ تضيء قلبي و من عتمة ليلي يضيء قمر

الليل يزيحُ ستارهُ و يبصرُ نور الصبح

العابرون في الطريق يخرجون من دفء الملاجىء

و يباشرون نهارهم، نهار لا يأتي خاضعاً لهم،

 يبيعون نسيج خيالاتهم في الليلة الماضية

وانا أمضي إلى سريري ككل نهار

سقف الغرفة يتسعُ بزواياه 

اطبقُ عينيّ وسط الظلام أشاهد قلبي و خيالاتي

أنامُ كغريبٍ في غير داره يشتاقُ لأرضه

إلهي

و هذا النهار طويل، و لوحدي أسيرُ لمسافات و مفترق طرق

و انا أدعوك أن تتدفق الكلمات، أن يصبحَ نهاري سبيلي

و مصباح صدري أماني و بوصلة ضيائي في الطريق

.. 

يحلُ الليل مرة اخرى

و يأتي الفجر في موعده