درس موسيقي



لو كنا ندرس الموسيقى في مدرسة حينا والحي المجاور لكان اطفال الجيران سيأتون لحينا أو أذهب انا للحي الأخر وبموعد ما او صدفة، نلتقي معاً متجاورين في القاعة الدراسية أعزف البيانو وتعزف الكمنجة، سنلتقي في محل الألات الموسيقية او في المكتبة نبحث عن الكتب التي نحب، سنتشارك اهتماماتنا ورغباتنا في الحياة، كنا سنحب الحياة أكثر، سنكبر بهدوء. وسنلتقي في جوقة موسيقية أو في بروفة لعمل مسرحي قادم أو نعزف في مسرح المدينة بحضور العشاق في ليلة مكتملة البدر. كنا سنعزف حتى الفجر، وعندما نعزف تتكون الكلمات، تنتعش المشاعر وينام الكون في سكون.
عندما نبدأ العزف تتراقص بتلات الزهر في تلال مدينتنا الخضراء و يمتد المرج الأخضر مع النسيم العليل في المساء، تتكون السحب البيضاء في سمائنا الزرقاء بكل حب تتأخذ أشكالاً و صوراً نحبها عندما كنا صغاراً في العمر، الأطفال لا يكبرون في عيون أمهاتهم و السحب لا تزال بشكل قطع الحلوى و المثلجات و أنغام الموسيقى و أحلامنا التي تكبر معنا كل يوم. موسيقانا تتأخذ الشكل ذاته؛ نقية و تشعرك بطعم الحلوى التي تحب، أو تعانقك ليغدو حلمك و أنت طفل حقيقة. عرفت للمرة الأولى ما معنى أن تحب؛ و أن تشعر بأن هنالك روحاً تصلي لأجلك و تحتضنك بالحب و الموسيقى. الموسيقى هي النقاء، هي الحب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة كتاب: لا تقولي إنك خائفة

سيرة ذاتية مبتكرة

النمرة خطأ