السادس من أبريل **
صباحي عفوية إبتساماتنا العابرة و اطياف العابرين على عجل ..
ترقص طرباً و تردد للحرف و الكلمة ؛ اطربني شعراً اطربني .. يا أجمل نبضات جنوني .
و تغفو عيونها الناعسة ..
ـ
تتنفس اول نسمات الربيع التي تحملها اشعة الشمس إليها عبر النافذة .. و تمضي إلى الأمل حتى منتصف النهار .
تداعبها الافكار ، يوماً ما سيقبل نحوها طيف ليبث للعالم اجمع خبرها عبر البث العالمي ؛ ما هو حُلمك ؟
لتجيب بإبتسامة خافتة " اودعته عند عتبات خطوتي الاولى بالممر الطويل و صرت ابحث عن خيال صديقي الراحل في وجوه المسافرين و مضيت لطريقي نحو المجهول القادم " .
ـ
الدمية طريحة الأرض ، معلقة بها آمال نحو السماء ، وحيدة ،جامدة ، أشبه بجثة جاثمة في فضاءاتٌ جرداء !
لم يكن بالأمر الصعب حقاً و لكن اعادة احيائها بات من عجائب الدنيا السبعة و هو ثامنها ..
الا لعنة السماء على دمية التنفس المتوفاة ؛ و ما يفيدها في شيء !
تقترب بهدوء لتطبطب على وجنتيها ، فاقدة الوعي بلا أكسجين ..
لتنبض مرة و أخرى فينقطع النفس !
لم تكن تعاني من الحشرجة بغصة ريق ،بحركة دائرية حول باطن الفم ؛ لاشيء يمنعها من الكلام ..
عملية الانعاش القلبي ،بأصبعين و تضم الثالث لهما ..
اليد اليسرى تستقر بباطنها محله و تعانقها اليد الأخرى ..
و تتعانق الأصابع معاً و بشدة ،لاشيء يفرقها ..
و تنقبض جميعاً لنبدأ ؛ واحد .. اثنان .. ثلاثة .. و نستمر ؛ هيا ايها الجسد الهزيل لا تضعف ، لا تمت ، لا ليس بعد !!
مرة و اخرى ؛ و أخرى ..
القلب لا ينبض و الجسد المنهار لا يتجاوب ..
تلك اللحظة فقط .. اي شعور كان يتملكني ..
صوت من خلفي : لما هذا الإرتباك انها مجرد دمية و نحن نطبق الدرس ليس الا ؛ الامتحان القادم لم يبدأ بعد !
ذهبتُ بإرادتي ، لم تجمعنا محض صدفة هكذا عبثاً ..
سحقاً .. كم اكره جميع الدمى المجوفة !
اكملي عملك ماذا عن عملية التنفس و إمداد الدمية الملعونة بالأكسجين اللازم لتعود لتنبض بقبلة الحياة !
لم يحن الوقت بعد ،لا احبذ خسارة الوقت هكذا ، لنكمل غداً ..
و عادت ادراجها ..
تخبرها بأن لا تيأس .. كما لو انها شعرت بذلك بالفعل .. تبا ً!!
و انتهى النهار .. حاملاً معه خيبة أمل لترافقها في مسير العودة ..
ماما ؛ هل تعلمين ماذا فعلت اليوم ؟
ماذا حبيبتي ..
لم انجح في عملية الإنعاش للدمية !
و النظرات المتجهة نحوها بإستغراب تتسائل بتعجب ، لماذا ، وكيف ؟!
ماما تقول يبدو بإنكِ دلفتِ بخيالاتك و ابصرتِ الدمية جسداً واقعياً ..
ياللخيبة ؛ لم انجح بإنقاذه في محاولتي الاولى ..
أشكر الله انها مجرد دمية ، بجريمتي التي ارتكبت لقد كسرت احد اضلاعها و تسببت بإنحناء في العمود الفقري و تهشم القفص الصدري ..
ياللمتعة بحق ..
الطب لن يوظف مجرمة مثلي تستمتع بإلحاق الأذى في أرواح برئية !
هه ..! ياللحظ العاثر ..
حقن الأبر أسهل بكثير من إنعاش جسد تلك الدمية العفنة ..
شكراً .. كم انا اكرهني الآن كثيراً جداً ..
ـ
المزاجية السئية ..
ستلعب دوراً في هذه المسرحية كلما طالت المدة التي تشغل فكرها في تلك الحادثة ..
أعمال البناء في المنزل المجاور تمنع من وصول صوت زقزقة العصافير ..
و مواء قطة الشارع النائمة تحت السيارة عند الرصيف ..
و ستذهب الشمس في رحلة بعيدة لن يودعها احد ..
و تستمر اصوات ادوات البناء في العمل حتى صباح الغد ..
يا للإزعاج !
ـ
نغم من الأعماق ، تفائلي فغداً تصافحِ شمعة الميلاد القادم .. العشرون نقاءاً و عذب برائة خلف فكرة مجنونة !
ـ
معصومهـ إيليا ッ ♡
تعليقات
إرسال تعليق